ذكاء عراق أوبزرفر،،، عبد الحميد الصائح

7
يونيو

2023

نشر منذ 11 شهر - عدد المشاهدات : 359

ذكاء عراق أوبزرفر

عبد الحميد الصائح

الخبر يختلفُ كثيرأً عن أي لعبة كتابةٍ أخرى ، ليس في متنه حسب، بل في ادارته وحسن تدبّرعناصره ومصادره ، حيث يمكنُ للمهارة في كتابة الخبر توظيفه وقلب حقائقه دون أن تُمَس شعرةٌ من كلماته ، وذلك ببرمجة الأولويات والتركيز على حدث أو كلمةٍ دون سواها ، تتلاعبُ بالميول النفسية للمتلقي فيجد نفسَه أسيرَ قصّته ، ولذلك يُعد الخبرُ اليوم أخطرَ مثيرٍ للجمهور في المجالات التجارية والسياسية والاجتماعية جميعها ، بل هو أخطرُ من الرأي الذي يمكنُ محاججتُه مهما كان رصيناً.

مع متابعةٍ لأداء وكالةِ (عراق أوبزرفر) خلال الشهور الماضية على انطلاقها تجد فريقها الشاب المتحمس يديرُ عملية العنايةِ بالخبر بيَقَظَةٍ عالية ، لاتتصل بمستوى التوازن والحيادية الصعبة فقط، بل بدقة التوقيت وحساسية اختيار التغطيات وتنوع الآراء الحرة لدى كتابها، كذلك في مهنية الادارة التي تعين محرريها على أداء مهمتهم هذه.

هذا الانطباع الذي كونتُه ولم اتحدث عنه سابقا ، تاتي مناسبتُه مع مغامرة اطلاقِ تجربة الذكاء الاصطناعي من خلال عرض نشرة أخبار جديدة باستخدام هذه التقنية الحديثة التي مازال ينظر لها من زاوية طرائف التكنلوجيا ومنوعاتها، حيث تدس الصناعة انفها هذه المرة في محاكاة البشر انفسهم واستنطاقهم أي : الدخول الى معجزة الذكاء الانساني فالذكاء والتفكير حتى اليوم يعدّان في علم النفس من المفاهيم المجردة الافتراضية الغامضة ، حيث لايمكن قياسها ولذلك تقاس بقياس السلوك الذي ينتج عنها .

ورغم تعاريف الذكاء المتعددة لعلماء النفس لكنه في النهاية : عمليةٌ حسيّةٌ وليست معلوماتية، فقد عرف (تيرمان) الذكاء على أنّه القدرة على القيام بعملية التفكير المجرّد. و (كولفن): على انه وصول الفرد إلى مرحلة القدرة على عملية التعلّم. و(شترن) على انه القدرة العامة للفرد على التكيّف العقليّ مع المواقف والمشاكل الحياتيّة الجديدة. . و(جاردنز)على أنه مستوى كفاءة الفرد الفكريّة والتي تتشكّل من مجموعة من المهارات التي تمكّن الفرد من استخدامها في حلّ المشكلات واكتساب المعارف الجديدة ، و(جوردان) على أنّه القدرة على توظيف الخبرات السابقة والاستفادة منها في حلّ المشكلات الحاضرة، وغيرها من النظريات التي يمكن متابعتها لمعرفة اشكالات مفهوم الذكاء .

الخلاصة تؤكد ان هذا المفهوم حصرٌعلى الانسان ، فكيف يمكن أن يكون الحسّي صناعيا؟ لاسيما وانه قائم على آلية حيوية ليس لاستعادة المعلومات فهذا امر ممكن ، ولكن بتكوين خبرات سابقة . لذلك فان مايعرف بالذكاء الاصطناعي من خلال انشاء انظمة التعلم الآلي واستخدام الخوارزميات الخارقة بما يمكّن من التنبؤات التي ستغير من تركيبة الصناعات التقليدية يعد معجزة علمية حتماً.

الى ذلك يمكن تجريب هذا الأمر في حدود المختبرات العلمية والمنوعات العامة، اما استخدامه في الأخبار فهو مغامرة يخشى معها أن يفقد الخبرُ جديّته وتنحرفَ غاياته عن مسارها.

هنا تاتي مجازفة عراق اوبزرفر هذه في تقديم منصة جديدة تتناسب مع حماس ومعرفة وخلفيات الفريق الهندسية والتحريرية ، للتنسيق بين جدية نشرة الأخبار وبين لعبة الذكاء الاصطناعي التي يستقبلها الناس عادة بدهشة وتردد احيانا، وقد نجحت في اول اطلالتها بسبب دقة التنسيق بين الهندسي الصناعي والحيوي الانساني.

اخيرا أقول : إن مبادرةً مبكّرة كهذه من الأهمية تشير الى أن عقل فريق الوكالة المنتج يسابق المتغير الجديد ويستثمره بمهارة ودقة، فالتكنلوجيا الحديثة لاتتطلب خيالا مفرطاً من مبتكرها فقط بل تحتاج لخيال ومعرفة بالحجم نفسه لدى متلقيها ومستخدمها .. اي بحاجة الى ذكاء مقابل مثل ذكاء عراق اوبزرفر.

مقال الاربعاء على عراق اوبزرفر ، بمناسبة اطلاقها اول نشرة اخبار بتقنية الذكاء الاصطناعي .

صور مرفقة