23
نوفمبر
2020
دور المثقفين في توعية المجتمع ,, بقلم مالك العظماوي .
نشر منذ Nov 23 20 pm30 11:50 PM - عدد المشاهدات : 562

دور المثقفين في توعية المجتمع 
                           بقلم /مالك العظماوي 
                                                         
عندما شرعت في كتابة المقال هذا, خطر ببالي أن أحض زملائي الكتّاب والفنانين وفي شتى المجالات أن يأخذوا دورهم فالمجتمع اليوم بأمس الحاجة لهم وان كان كثير منهم لم يستشعر هذه الحاجة بسبب تراكمات الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية على حد سواء.
والحقيقة هناك سؤال يتبادر إلى اذهان كثيرين: هل الأدب موجه أم قائد؟ وهل للأدب وظيفة سياسية واجتماعية وثقافية مباشرة؟ وهل استطاع الاديب العراقي والعربي بشكل عام أن يلعب دورا في الواقع المعاش؟ للإجابة على هذه على هذه الأسئلة وطبقا إلى نماذج من التصريحات التي أدلى بها بعض الكتّاب في مقابلاتهم ومن خلال تجاربهم, فقد سئل توفيق الحكيم ذات مرة لماذا تكتب؟ كان جوابه: [ لأنه يجب أن يكون للفنان وللأديب وجهة نظر في الحياة، في الناس والأفكار. فالفنان ليس مجرد متفرج, وانما هو متفرج وصانع لمجتمعه في نفس الوقت].
 في الواقع، أن العلاقة بين الأديب ومجتمعه يخلق عددا من الأسئلة, التي بدورها شغلت جزءا كبيرا من البحث من قبل العديد من الباحثين العرب, فالعلاقة بين الأدب والمجتمع علاقة تفاعل عام يشمل كافة نواحي الحياة. وتتضمن علاقة الكاتب بمجتمعه وإدراكه لما يدور حوله وكشف ما يتعلق بالمجتمع وما هو مخفٍ عن الآخرين. 
إذن ما هو دور الأدب ؟  وكيف يمكنه ان يحقق الوظيفة التي أصبح وجوده مُلحا لأجلها؟ خاصة في شعوب الدول العربية. فالأدب هو فن من الفنون الجميلة يعكس جانبا من الحياة الاجتماعية, وبتعريف بسيط للأدب كما يراه النقاد:
"إنه تعبير فني عن موقف إنساني أو تجربة إنسانية ينقلها الكاتب ومن الضروري الحصول على المتعة والاستفادة في ان معا".  ولأن الكلمة لها أهمية كبيرة بالنسبة للبشر المتفوقين والذين تركوا أثرا في الحياة، وأضحوا كعينة عظيمة للأفكار البشرية، فقد اعتبرت الشعوب العربية – وحسب تقاليدها - الكلمة بمثابة وعد لا يمكن تجاوزه.
 وفي حدث مشهور ذكره التاريخ لنا، عندما طلب يزيد بن معاوية من الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) أن يمنحه ولاءه ، لكن الأخير رفض وفضل المعركة على أن يعطي الوعد. فجاء بعض الاشخاص إلى الإمام الحسين (ع) وقالوا له: [ إذا لم تقتنع بهذا الرجل (يزيد)، يمكنك أن تعطه كلمة الولاء فقط ].  لكن الإمام الحسين قال: [وهل الوعد كلمة فقط؟  فالإيمان بالله كلمة. والشرف البشري كلمة. وصلابة الإنسان تتمثل بكلمة واحدة, ودخول الجنة ودخول النار بكلمة ]. فالكلمة لها دور في بناء المجتمعات، ومعظم ما يظهر في المواقف والأزمات الصعبة.
فالأدب الصادق هو أدب غير معزول عن المجتمع، لذلك يجب على الكتّاب أن يعيشوا تجربة عصرهم، وأن يتمثلوا للمجتمع من خلال أعمالهم، ويعملون لدمج الجديد وإنكار الفاسدين. 
 فهل استطاع الاديب في العراق والوطن العربي أن يسلهم في تغيير بعض السلبيات في المجتمع الذي يعيش فيه؟ وقول الحقيقة والكشف عنها والتي تحتاج إلى تحرير الكاتب إلا من أفكاره وقناعاته, ويجب الا نفهم حيادية الكاتب تخليه عن رسالته ومجتمعه, وهل اضطلع الاديب العراقي بدوره الحقيقي في نقد الحالات الشاذة في المجتمع؟ ام ان مهمته مجرد مسايرة الواقع المعاش؟ فمنذ التغيير والى يومنا هذا يكاد يتلاشى هذا الدور الحيوي والمهم, وبسبب انزوائه عن المجتمع نرى كثير من العادات اليومية التي تتجه بالمجتمع نحو واقع لا نتمناه.

صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
اعلانات تجارية
اعلانات تجارية
استطلاع رأى

هل انت مع الجيش العراقي ؟

0 %

0 %

0 %

عدد الأصوات : 0

أخبار