15
نوفمبر
2020
أبناء العراق ، أبناء الناصرية تألق وعطاء .. أنموذج الدكتور مالك العظماوي .. حوار علي الغزي الطبراوي ..
نشر منذ Nov 15 20 pm30 06:09 PM - عدد المشاهدات : 591

أبناء  العراق  ، أبناء الناصرية  تألق  وعطاء .. أنموذج  الدكتور  مالك العظماوي .. 

حوار علي الغزي الطبراوي ..

 بالرغم من الزمن الصعب  ووجع الجنوب  أبناء الناصرية  المنكوبة  يواصلون  عطائهم  الأدبي  والفني  ومواصلة الدرس  والتطلع لمستقبل أفضل. 
 جريدة الجماهير  تلتقي  المربي والأديب   الدكتور العظماوي   على مائدة  الحوار  والحديث  الخاص  عن سيرته الأدبية  والأكاديمية  ..  

س١ :  مالك العظماوي علم من أعلام محافظة ذي قار، معروف لدى الاوساط   الأدبية والثقافية والاجتماعية، لكن المتلقي يتطلع للكثير ومعرفة من هو الدكتور مالك العظماوي وما هو منجزه؟؟
ج: بدءا أتقدم بوافر الشكر والامتنان لكم جناب الاستاذ الحاج المحترم ولجميع كادركم المؤقر .. بالحقيقة أنا انسان بسيط وانحدر من جذوري العشائرية، ولدت في ناحية من نواحي الناصرية، وعشت طفولتي وترعرعت تحت رعاية والدي (رحمه الله) وتعلمت منه كثيرا من أمور الحياة وكيفية التعامل مع شتى الظروف، اذ كان والدي شيخ العشيرة (آل بوعظم) التي أنتمي لها ومنها جاء لقبي، ولكثرة ما ترد الى والدي من قضايا وأمور اجتماعية سواء من عشيرتنا او من القبائل الاخرى فقد أصبحت لدينا رؤية واضحة وناضجة للأمور وكيفية التعامل مع القضايا التي تواجه الانسان - أفرادا وجماعات – ومنذ ذلك الحين تبلورت فينا فكرة تقديم كل ما نمتلك للآخرين من اجل الصلاح والاصلاح وهذا واضحا وجليا في مؤلفاتي الاديبة.

س٢ :   اللغة الانكليزية لغة عالمية ماهي الأسباب التي جعلتك تختص بهذه اللغة؟ وماذا تشكل لديك هذه الثقافة؟
ج: بالحقيقة لم تكن لدي الرغبة الكافية في دراسة اللغة الانجليزية، اذ كان اهتمامي في اللغة العربية أكثر، ولذا تراني أكثر ابداعا في الاخيرة، لكن هناك اسبابا جعلتني أستبدل اللغة العربية بالإنجليزية حيث كان كل فرد في المجتمع بزمن النظام السابق يفكر فقط بالسفر خارج العراق، ولكون للإنجليزية مقبولية في الخارج أكثر من العربية فاني درست الانجليزية من دون رغبة مني، وقد وِفقنا ايضا فيها ولله الحمد والمنّة. أما مفهوم الثقافة فهو مفهوم عام، ليس بالضرورة أن يرتبط بتحصيل دراسي بعينه، حيث نجد كثير من حملة الشهادات وهم غير مثقفين على العكس من بعض من ليس لديهم تحصيل أكاديمي ولكنه مثقفا بما فيه الكفاية. والثقافة شيء مكتسب غير موروث مثل بعض الصفات الاخرى كالشجاعة والكرم والذكاء ..الخ. فأي شخص مجتهد يستطيع الحصول على قدر من الثقافة كل بحسب طاقته وامكانياته. ويؤسفني جدا أن أرى أناسا يدعون الثقافة ولا يمتلكون مقوماتها اذ تراهم يتمسكون ببعض القشور السطحية ويحسبون أنهم مثقفون، ويعتقد بعض الناس أن المثقف هو من يمتلك بعض المصطلحات باللغات الاجنبية ولكنهم واهمون، وكما ذكرت قبل قليل باني التقيت ببعض حملة الشهادات وهم مبدعون في مجال عملهم لكنهم ليسوا مثقفين بحسب ما للثقافة من معنى. وخيرا، المثقف ليس من يقول هو عن نفسه مثقفا، بل المجتمع هو من يقيمه بأنه مثقف من خلال ما يقدمه هو للمجتمع وطريقة تعامله مع الاخرين. 

س٣: من خلال اختصاصك باللغة الإنكليزية، هل كانت لك متابعات وقراءات في الأدب الانكليزي؟ كالروايات والقصص والمؤلفات المسرحية؟ وهل قرأت لشكسبير؟
ج: اللغة الانجليزية لا تختلف عن أي لغة أخرى، ففيها كثير من النظريات التي تخص وظائف اللغة في البناء اللغوي العام، فمنها مثلا ما يقسم دراسة علم اللغة البنيوي الى جناحين مهمين الاول؛ يسمى الاوربي وفيه مدارس تدعى (كوبنهاجن) و (براغ) ويبرز هنا عالم اللغة (فيرديناند دي سوسير)، والثاني؛ يسمى الامريكي وفيه التقليدي والبريطاني ويبرز فيه (هاليدي) و (فيرث) و (فيلمور) واخرون.
أما قراءتنا فليس لشكسبير فقط، بل كانت دراستنا بحد ذاتها هي بحث في الادب الانجليزي ولكتاب كبار ومهمين، بحيث كنا ندرس الرواية والقصة والمسرحية. وفي مراحل متقدمة من الدراسات العليا كنا ندرس كيفية التمييز بين كاتب واخر من خلال اسلوبه في الكتابة، فنجد اسلوب شكسبير يختلف عن هيمنجواي مثلا أو اسلوب هاليدي يختلف عن تشومسكي وهكذا.. وبالتأكيد هذه الروايات وهذه القصص والمسرحيات كانت لها دورا مهما في صقل موهبتي في الكتابة وهناك تأثير مباشر لهؤلاء الكتاب الكبار في اسلوبي بالكتابة، لاسيما وانا لدي الان رواية سأرسلها قريبا للطبع والتي تعد تجربتي الاولى في كتابة الرواية ونأمل من الله تعالى ان يوفقنا في هذا المجال.

س٤ : ما هو سر اهتمامك بالمرأة؟  وماذا تعني لك المرأة الأكاديمية؟ 
ج: هناك أحاديث للرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بالنساء خيرا، مثل (أوصيكم بالقوارير) و ( أوصيكم بالضعيفين؛ المرأة والطفل) وغيرها مما يرفع من شأن المرأة واعلاء مكانتها والحفاظ على كرامتها، لكننا – وللأسف – نجد ان المرأة قد استغلت من (المجتمع الذكوري)، ولفقت الاتهامات حولها منذ البداية من أنها كانت سببا في غواية أبينا آدم (عليه السلام) وخروجه من الجنة، والحقيقة أن جميع آيات القران الكريم لا تذكر ولا مرة واحدة بأن حواء (عليها السلام) كانت هي السبب بل جميع الآيات تصرح بأن آدم كان هو السبب فمثلا قوله تعالى عن لسان الشيطان: [... قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد ...] ولم يخاطب حواء مثلا. وكذلك في قوله تعالى: [ ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي ...] وغيرها من الآيات التي تشير الى ان المخاطب هو آدم، فلماذا تلصق الخطيئة الى حواء وهي بريئة منها؟ واستمر هذا الحال الى يومنا هذا فنجد المرأة تجتذبها ثلاثة قوى، أولهم، المدنية؛ التي تحاول جرها عن فطرتها التي فطرها الله تعالى واستغلال طيبتها وإنوثتها وغريزتها بشتى الوسائل كالتطور والحرية والتعليم (وهذا ما قصدته بسؤالك عن الاكاديمية) وغيرها. والثاني، اعراف المجتمع؛ بحيث لا يمكنها التعبير عن آرائها (المشروعة) بصراحة كرغبتها بالزواج بشخص أو رفضه، أو معاملتها كأي سلعة مجردة عن انسانيتها كتزويجها من أجل إطفاء الصراع بين قبيلتين، ما تسمى (فصلية). والثالث، الدين الذي تنتمي اليه؛ ويحاول الدين هنا الحؤول بينها وبين الوقوع بالرذيلة والمعاصي التي تحط من قدرها وتقلل من شأنها. وقد أوضحنا هذا مفصلا في كتابنا (التحديات التي تواجه المرأة في العصر الحديث) وذكرنا فيه أغلب ما يواجه المرأة وكيفية التعامل معها، وانصح النساء بقراءة الكتاب اعلاه.    

س٥ :  كتابك (التحديات التي تواجه المرأة في العصر الحديث) كيف كانت فكرة التأليف؟  وهل كانت هنالك شخصية نسائية تأثرت بها؟  وما هو الفرق بين العصر الحديث للمرأة والعقود الماضية؟
ج: نعم هناك كثير من الشخصيات النسائية اللواتي يستحقَّن الوقوف مليا امام مواقفهن الجليلة والتأريخ مليء بهكذا نماذج من النساء، واخص بالذكر سيدة النساء (فاطمة بنت رسول الله) صلى الله عليه وآله فقد كانت لا تداهن عن الحق ولها في ذلك صولات وخطبة عظيمة، وايضا ابنتها الحوراء (زينب بنت أمير المؤمنين علي بن ابي طالب) عليهما السلام وها مواقف مشهودة عندما واجهت الظلم والطغيان بصلابة وقد خلد التاريخ كلماتها وخطبها بوجه الطغاة والظلمة. أما الكتاب فكما ذكرت لجنابكم بان لمكانة المرأة وكرامة الاسلام لها هو ما دفعني الى تأليف الكتاب. ومن المؤكد ناك فرق بين العصر الحديث والعصور السابقة سلبا وايجابا، فمثلا وأد البنات مع تقدم الزمن قد تلاشى وكذلك بعض العادات الجاهلية التي تجعل من المرأة تورث للابن كأي سلعة اخرى، وحاضرا، كوجود المدنية واستغلال المرأة بحجة الحرية والمدنية وغيرها من المصطلحات البراقة!
س ٦ :  اختصاصك باللغة الانكليزية وحصولك على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه لا يتناسب مع عنوانك الوظيفي؟ وماهي الأسباب في عدم ممارسة التعليم في الكليات والمعاهد كتدريسي للغة الانجليزية..
ج: هذا بسبب اكمالي لدراستي وانا في الوظيفة، هذا أولا وثانيا، إني على ملاك وزارة الكهرباء منذ بداية تعييني، وقد اكملت دراستي وانا مستمر بالوظيفة، خلاف التعليمات التي تنص على ان الموظف يجب ان يستحصل الموافقات الاصولية من المراجع ومن ثم لابد ان يفرغ لأجل الدراسة لأنه لا يجوز الجمع بين الوظيفة والدراسة وهذا ما أدى الى عدم اعتراف وزارة التعليم العراقية بشهادتي. وبعد حصولي على الماجستير مباشرة تم نقل خدماتي الى مركز تدريب الكهرباء التابع للوزارة كتدريسي لمادة اللغة الانجليزية من خلال تدريب الكوادر الهندسية والفنية والادارية في وزارتي النفط والكهرباء، وبعدها فقد طلبت احالتي على التقاعد بسبب سوء حالتي الصحية كما تعلمون. 

س ٧ :  ماهي مؤلفاتك الادبية ومنجزاتك وهل لاقت رواجا في المكتبات؟
ج: في العام 1977 كتب عددا من المسرحيات للمسرح المدرسي آنذاك مثل مسرحية (من مشاكل الحياة) ومسرحية (دعوة غير مباشرة)، وفي العام 1978 اعد مسرحية (الحمّال) عن قصة قصيرة للإستاد حسب الله يحيى تحمل ذات الاسم. وفي العام 1996 ألف كتاب (المخفي والمكشوف في هذه الظروف) وهو مخطوط لم يطبع اذ كان يختص بالأمور السياسية. وفي العام 2000 صدر له ديوان (رمز العذوبة). وفي العام 2013 صدر له عن دار العارف للطباعة والنشر، بيروت / لبنان، كتاب (العشيرة بين الشريعة والقانون)، الذي قدم له الأستاذ صباح محسن كاظم. وفي العام 2016 صدر له عن دار الرافد للمطبوعات / بغداد كتاب (التحديات التي تواجه المرأة في العصر الحديث) الذي قدم له الاعلامي الاستاذ عكاب سالم الطاهر. وفي العام 2018 صدر له مؤسسة عاشوراء/ قم المقدسة – جمهورية إيران الاسلامية كتاب بعنوان (رحلتي مع الابتلاء) والذي قدم له كل من الاستاذ الدكتور حسن عيسى الحكيم رئيس جامعة الكوفة (سابقا)، والدكتور عبد الامير الحمداني وزير الثقافة والاثار السابق. وفي العام 2019 صدر له عن مطبعة الزهراء للطباعة والنشر/ قم المقدسة – ايران كتاب (أوراق تستيقظ من جديد .. ومسرحية الحمال) وقد قدم له الفنان المسرحي الدكتور عقيل مهدي. وفي العام 2019 صدرت الطبعة الثانية لكتابه (رحلتي مع الابتلاء) عن مؤسسة الرافد للمطبوعات / بغداد – العراق.
س٨ : رحلتي مع الابتلاء جاء نتيجة معاناتك بهذا الداء؟ وهل المرض ابتلاء ام اختبارا للصبر؟
ج: نعم، شكرا على هذا السؤال، فقد كان محور البحث حول الابتلاء وهل هو عقوبة أم تمحيصا واختبارا للعبد؟ فقد وجدنا الروايات تشير الى ان الله تعالى ليختبر العباد، وقد جاء في الحيث: (ان اشد الناس ابتلاء الانبياء والاوصياء ثم الامثل فالأمثل)، وهذا يشير بوضوح الى ان الابتلاء يشمل الصالح والمذنب فللأول اختبار ورفع درجة، وللثاني عقوبة وتمحيص من الذنوب والخطايا. ولطالما نحن مررنا بالاختبار والابتلاء فكان لزاما علينا ان نضع تجربتنا بين يدي القارئ الكريم ليتعظ ويأخذ درسا من دروس الابتلاء، فقد كان هدفنا ان تعم الفائدة للجميع.  

س ٩:  المجالس مدارس هل لتربيتك العشائرية وتأثرك بالدواوين وثقافتها   خاصة وجنابكم الكريم شيخا لعشيرة لها عمقها التاريخي في الشجاعة والكرم جعلتك   مهتما بالإنسان والإنسانية؟
ج: ما من شك – جناب الاستاذ الحاج – ان لجذوري العشائرية دور كبير في بناء شخصيتي وتكوين اللبنة الاولى من الصفات التي لازمتني طيلة حياتي. فقد تولدت لدي صفات لا تنفك عني وبلا شعور مني وبغض النظر عن الوازع الديني او القانون الوضعي كالشعور بمعاناة الاخرين أو الشعور بالسعادة الغامرة عندما يعم الخير على الجميع وعدم قبول استغلال الناس لأي سبب كان.
وهذا لا يعني بأن المجتمع العشائري خالٍ من الشوائب، ومن أجل التخلص من بعض العادات التي تضر بالعشائر وسمعتها جاء كتابنا (العشيرة بين الشريعة والقانون) من اجل توضيح بعض القضايا التي تهم العشيرة وشيخها وافرادها.

س ١٠ :  ماهي رسالتكم التوجيهية لجيل الشباب؟
ج: أتمنى على أبنائنا الشباب بأن يتحلوا بالأخلاق الحميدة ويبتعدوا عن التكبر والغرور وأن يتسلحوا بالعلم والمعرفة والاستفادة من تجارب من سبقهم.
س ١١ :  كيف تنظر للصحافة والإعلام في الزمن الصعب زمن التحديات واختلاف الموازين؟ وماهي رسالتكم لمن يعمل في مهنة المتاعب؟
ج: بوجود الحرية المنفلتة للإعلام في الوقت الراهن وكثرة وسائل الاعلام وانعدام الرقابة وضعف القانون ظهر كثير من الافراد الذين يدعون بأنهم اعلاميون! لكنهم في الواقع لا يمتلكون مقاومات الاعلامي الحقيقي الناجح، فنجد كثير منهم لا يعرف سوى السب والشتم والقذف بالآخرين وبدون أي دليل، فلابد لهؤلاء ان يعلموا ان رسالة الاعلام الهادف هي مرآة تعكس الواقع الحقيقي للمجتمع، فكما يوجد في المجتمع بعض السلبيات فهناك ايضا توجد ايجابيات والاعلامي الناجح هو من يركز على الايجابيات أكثر من السلبيات لأنها – أي الايجابيات - ترتبط ارتباطا وثيقا ببنية المجتمع لما للإعلام دور مهم وفعال في بناء المجتمع. فكثير من الاعلاميين يركزون على السلبيات فقط ليكون له انتشارا واسعا، وهذا الانتشار – بحسب وجهة نظري – ليس نجاحا، لأنه ركز على جانب من المجتمع وأهمل الجانب الايجابي الذي يساهم في بناء الثقة في شخصية المواطن العادي وطرد الانهزامية من داخله، لذا نجد معظم الناس يقارن نفسه بالشعوب الاخرى ولديه الشعور بالدونية وعدم الثقة بنفسه وذلك بسبب الاعلام اليومي الذي يركز على السلبيات دون الايجابيات. ولابد للإعلامي الناجح ايضا ان يختار المفردة التي تساهم في بناي الفرد لا انهزاميته، لان للكلمة دور فعال في ايصال الفكرة – وان كان الخبر ايجابيا – الا ان اختيار الكلمة السلبية يترك اثرا سلبيا في شخصية الفرد، ولدينا بحث في هذا الخصوص لمن اراد ان الاطلاع ..  
 ختاما – أتقدم بوافر الشكر والامتنان لجنابكم أخي وزميلي الاستاذ الحاج علي الطبري الغزي لهذه الالتفاتة الجميلة سائلا الله تعالى لكم الموفقية والسداد مع أصدق الامنيات.

صور مرفقة




الملفات المرفقة



أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
اعلانات تجارية
اعلانات تجارية
استطلاع رأى

هل انت مع الجيش العراقي ؟

0 %

0 %

0 %

عدد الأصوات : 0

أخبار