21
سبتمتبر
2020
قصة قصيرة النهار الاخير في هذا الخريف ،، هيثم الطيب
نشر منذ Sep 21 20 pm30 12:09 PM - عدد المشاهدات : 379

قصة قصيرة
النهار الاخير في هذا الخريف
هيثم الطيب
في الخريف الماضي كنا نتحدث عن المستقبل، الالوان اصبحت جميلة وداكنة، كنا نشعر بها لأنها قريبة جدا من حياتنا، وعلى نحو مفاجئ توقفت عن تناول العلاج الذي كتبه لها طبيب يعاني من الصدفية وقالت: السبب الوحيد الذي يجعلني اعيش هو نفسي، فانا احب نفسي كثيرا، فقبل عشرين عاما اكتشفت انني حزينة وانني كنت ارتكب افعالا قريبة من الحزن،من جانبي شعرت بالدهشة فمنذ بضعة ايام داهمني الصمت، وادركت انني كنت اكلم نفسي طيلة عشرين عاما لأنها لم تكن موجودة اصلا وهذا ما شعرت به عندما نظرت من النافذة في ذلك اليوم السيئ.
ليس لدي متسع من الوقت لكي اتحدث الان فمنذ بداية الخريف ونحن لم نغير شيئا في سلوكنا ولا نمط حياتنا الغريب ولا طريقة جلوسنا في غرفة الاستقبال، ربما نسينا هذه الامور ولم نعد نشعر بالرائحة ولا بالمكان، حتى انني عندما شربت القهوة لم اشعر برائحتها رغم انها ساخنة ومرة بل والغريب ايضا انني تذكرت انني كنت ابحث عن شيء ما لم أستطع تذكره، حصول الامور بهذه الطريقة خطا لا يمكن حدوثه ومع ذلك شعرت بالامتعاض فقد اصبحت لدي شخصية ثانية غريبة بقيت في غرفتي اراقبها اغلب الوقت.
اصبحت الكوابيس تلاحقني في غرفتي الكئيبة الكابوس الاول الذي تكرر عد ة ليال كان سقوطي من الاعلى الى وادي سحيق ليس له نهاية والكابوس الثاني حول الالم الذي يجتاح قدمي اليمنى والذي يجعلني عاجزا عن الحركة والكابوس الاخر حينما يحضر الي رجل يخفي ملامحه يقول لي، اننا نعيش حياة قصيرة في هذا العالم الفاني ايها الرجل فلا تحزن.
عندما ينتهي الخريف يبدأ خريف آخر ممتلئ بالخيبة والرغبات المكبوتة في حياة لم تكن جميلة كما ينبغي، في تلك الاثناء كنا نعيش انتظارا مقلقا ربما يستغرق بضعة ايام نكون فيها صامتين انا وهي، الصمت اثناء الانتظار طقس نمارسه لكي نقتل الالم ففي هذه الايام تتحول اوراق النباتات الظلية الخضراء في المنزل الى اوراق زرقاء داكنة، أي والله صدقوني فقد عايشت هذا الامر مرارا كثيرة.
اسنانها تثلمت لكن لم تسقط لها سن واحدة مع انها كانت مدمنة على تناول الكاكاو الاسود فهي تتناول هذه الاشياء حتى اثناء مشاهدتها مباريات كرة القدم التي تكرهها كما هو حالها ايضا اثناء مشاهدتها أفلام الرعب التي تكرهها ايضا لأنها لا تريد ان تشعر بالخوف من المجهول، مازالت صغيرة على العطش كما قال السيد بالونة اثناء حديثه المتقطع مع جارته السيدة العانس واردف يراودني حدس سيئ اتجاه هذه المرأة لأنها تريد ان تنفصل او انهما منفصلان فعلا ولا احب النظر الى الناس المنفصلين، ولكنها تبدو عجوزا قالت العانس فقال لقد حدث الامر في فترة قصيرة وهو ايضا يبدو عجوزا فليكن الله بعوننا.
في هذا الخريف بقينا هادئين ولم نكن نملك قطة ولكننا كنا على وشك الافتراق، كلانا يريد ذلك، سأدعك تذهبين وسأذهب انا الى حيث سأجد نفسي، لا يمكنني أن أقول المزيد لقد انتهى كل شيء، لقد رأيتك بالأمس ميتة وقد وضعت يديك على صدرك وأغمضت عينيك فيما يزين صدرك عقد من الفضة، تذكرت آنذاك ما قاله لي الطبيب المصاب بالصدفية، لا يمكن للأشياء ان تبقى الى الأبد.
عندما خرجت من الغرفة الكئيبة رأيتك تسيرين ورائي وانت محنية الظهر وكأنك تودعين كلامك او ظلك في هذا المكان ولم اهتم البتة بهذا الامر فعند شروق الشمس سوف لن أفقد اعصابي ولن أنفي أية كلمة قلتها ولن أنكر أي شيء فعلته في هذا العالم الفاني.

صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
اعلانات تجارية
اعلانات تجارية
استطلاع رأى

هل انت مع الجيش العراقي ؟

0 %

0 %

0 %

عدد الأصوات : 0

أخبار