2
سبتمتبر
2020
الكاظمي على الطريق ،، فراس الغضبان الحمداني
نشر منذ Sep 02 20 pm30 04:35 PM - عدد المشاهدات : 792

الكاظمي على الطريق 
فراس الغضبان الحمداني
ماذا يريد العراقيون ، سوى أن يعيشوا بكرامة ، وأن يعاقب المفسدون ، وسارقو المال العام ، والذين تجرأوا على أرزاق الناس ، وأموال العامة الذين يعانون شظف العيش .
كلمة الكاظمي في ذكرى العاشر من محرم أراد لها أن تكون جزءا من مفردات معركة الطف الخالدة ، وهي تحول ونقطة إنطلاق نحو محاربة الفاسدين ، والمتلاعبين بقوت الناس ، وكرامة الشعب ، ولها صفق الصغار والكبار عفويا في بيوتهم بمجرد الإنتهاء منها ، وهنا لابد من المرور على هذه الكلمة والتمعن فيها فيها تشرح نفسها بنفسها وتضع النقاط على الحروف ، في يوم خالد لا مثيل له ، كانت دماء الحسين فيه تسيل وهو يدعو إلى المحبة والتسامح ورفض الإنتقام . 
أخاطبكم في ذكرى هذا اليوم المهيب بحزنه .
يوم العاشر من محرّم الحرام .
مصاب آل بيت محمد (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم) . 
إن الأحداث والتحديات الكبيرة في تأريخ الأمم كانت على الدوام دروساً للإستفادة منها وتحويلها إلى طاقة بناء وإنتاج وتدعيم لقيم المجتمع .
وفي حالات معلومة فإن عدم الإستفادة من الدروس قد يتحوّل إلى طعن في صميم هذه الأمة . 
العراقيون واجهوا كلّ التحديات ، وحملوا عبء الجراح القاسية على أكتافهم جيلا بعد جيل . 
ووصلوا الى اليوم هذا وهم شعب متنوّع موحّد يستظل بخيمة العراق .. العراق العظيم .
لم يكن ذلك ليحدث لولا أن العراقيين قد حوّلوا دروس التأريخ إلى مادة إنتاج إجتماعي وإلى قيم إنسانية أخلاقية عالية .
أيتها الأخوات والأخوة الذين أحيوا ليلة إستشهاد الإمام الحسين وأخيه العباس وصحبهم .
مشكورين لإلتزامكم بقواعد التباعد الإجتماعي التي فرضها وباء كورونا . 
العراق باقٍ عبر التأريخ لأن شعبه إستفاد من دروس الماضي وحوّلها إلى مادة للتماسك الإجتماعي .. 
وليس الحروب الأهلية والانتقامات .. 
الحسين فجر ..
الحسين تسامح ..
الحسين إيمان روحي ..
الحسين عطف على الفقراء ..
الحسين سيد الشهداء ..
الحسين دعاء للشهداء ..
الحسين ..الذي زرع أسمه في حدقات عيوننا ..
وفي صميم قلوبنا ..
هو درس السلام الذي قدّمناه للإنسانية .. دم الحسين .. 
ودماء كلّ الشهداء ، أمس واليوم وغداً ، نبتَ على أثرها وعطرها كلّ شجر النخيل العراقي ..
وأفتدت كلّ العراقيين ..
كلّ قطرة دم شهيد رسالة لنا جميعاً مفادها :
إياكم وروح الإنتقام ..
إياكم والكراهية ..
إحتضنوا بعضكم وعمّروا وطنكم ، لا تهدموه .. 
العراق أولا .. 
العراق ثانيا ..
 العراق ثالثا ..
هذا هو الحسين الذي تربينا على قيمه جيلاً بعد جيل ..
الحسين الذي إفتدى بروحه الإسلام ..
وشرّف بجسده أرض العراق ..
الحسين .. الذي عاش رمزاً عندما إستشهد أثر قاتليه ، كما سينتهي أثر كلّ سافك لدماء العراقيين بغير حق .. 
أتقدّم بأسمى التعازي إلى المرجعية الرشيدة ومقامها الأعلى سماحة السيد علي السيستاني أدام الله ظله .. 
المرجعية التي حافظت على إرث الحسين المتسامح ..
ورفضت الزجّ بمبادىء وقيم الحسين (عليه السلام) في المناورات السياسية أو الطائفية.
المرجعية التي حمت تراث آل البيت ، تراث التكافل الإجتماعي والإمتداد العلمي والأخلاقي والديني والرؤية الوطنية الصادقة . 
شعبنا الحبيب .. شعب العراق العظيم 
أنهينا المرحلة الأولى من إلتزام هذه الحكومة بالتقصّي عن الحقائق حول أحداث تشرين ، بجرد أعداد الشهداء والبدء بتسليمهم إستحقاقاتهم القانونية . 
كما بدأنا بجرد الجرحى وسوف ننهي إستحقاقاتهم . 
وفي الوقت الذي ندعم فيه حرية التعبير ونؤكد أن التظاهرات السلمية العراقية هي مسار إصلاح وتصحيح ،
نؤكد أن كرامة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ليست محل جدال . 
وأننا لن نتوانى عن تطبيق القانون ضد المعتدين على الأملاك العامة والخاصة والمسيئين إلى مبدأ التظاهر السلمي .
إن الإعتداء على الأجهزة الأمنية والكوادر الطبية وهيبة الدولة والقانون سوف تواجه بأشد الإجراءات القانونية ، ونهيب بعشائرنا الأصيلة رفض ما يرتكب بإسمها من تجاوزات . 
إن الدعوات التي نسمعها إلى حمل السلاح ستواجه بقوة القانون . 
الدولة فقط من تتحمّل المسؤولية ، مسؤولية الإقتصاص 
الدولة لا تنتقم  . 
الدولة تشيع العدل وتأخذ بحق الضحية عبر معاقبة المعتدي . 
علينا الخيار بين الدولة .. واللا دولة ..
الدولة فيها جدار من قيم الإمام الحسين .. جدار من قيم الإنسانية ، من قيم الإمام الحسين (عليه السلام) وآله وصحبه ، ومن تضحيات العراقيين .
لن نسمح أن يجرّنا أحد ، أو طرف ، أو نية خبيثة إلى اللا دولة . 
هذا المصطلح هو نتاج سنوات من الطعن بالهوية العراقية وبالعراق ، ووجود العراق وشعب العراق ، ولن يستمر هذا الطعن ، وسوف تستعيد الدولة عنوانها . 
الإنتخابات المبكرة هي إلتزامنا الثابت أمام شعبنا ، وقد أوفت الحكومة بإلتزامها وفق المنهاج الوزاري الذي صوّت عليه مجلس النواب الموقّر عبر تحديد موعد الإنتخابات . 
ولذلك أدعو كلّ العراقيين إلى الإستعداد من خلال التسجيل في البطاقة البايومترية التي نعتبرها ضرورية لضمان نزاهة الإنتخابات .
تسابقوا في ضمان أن يصل مستوى التسجيل إلى كلّ مستحق للتصويت . 
إلى كلّ المعنيين بالمسار السياسي السلمي ، والمطالبين بالدولة ، والحفاظ على الدولة ، وهيبة الدولة ، عليهم الإستعداد ، وتهيئة الأرضية للتنافس الشريف ، وفق القواعد القانونية في إنتخابات مبكرة نزيهة وعادلة .
وأدعو القوى السياسية والفعاليات الشعبية إلى التوحد في هذه المرحلة الحساسة .. والحكومة راعية للجميع بالتساوي .
شعبنا العزيز على إمتداد الوطن  :
قررت الحكومة تشكيل لجنة تحقيقية عليا مرتبطة بمكتب رئيس مجلس الوزراء تختص بالتحقيق في قضايا الفساد الكبرى ، والجرائم الإستثنائية ، وسوف تمنح كلّ الصلاحيات المطلوبة لتحقيق هيبة القانون في المجتمع وإستعادة حقوق الدولة والمواطن من الفاسدين والمعتدين .
لدينا الإصرار للتمسك بإلتزاماتنا ، وسنكون على العهد أوفياء مع شعبنا للعبور بهذه المرحلة إلى برّ الأمان ، ونؤكد أن السلاح المنفلت وعصابات الجريمة والإغتيال والخطف هي خنجر في قلب الوطن وفي قلب كلّ عراقي . 
وقد تحركت القوى الأمنية بكلّ طاقتها وتجري تحقيقات موسّعة سنعلن عنها حال إكتمالها من أجل إنصاف عوائل الضحايا ومعاقبة المرتكبين .
ليس هناك أحد فوق القانون .
ليس هناك أحد فوق العراق .. العراق العظيم 
قال الإمام الحسين (عليه السلام ) مقولته الشهيرة :
"هيهات منا الذلة" .. 
ورددت الأجيال بعده : "ياحسين بضمائرنا"
رسالة عاشوراء هي رسالة السلام
رسالة الحسين هي السلام .                                                         Firashamdani57@yahoo.com

صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
اعلانات تجارية
اعلانات تجارية
استطلاع رأى

هل انت مع الجيش العراقي ؟

0 %

0 %

0 %

عدد الأصوات : 0

أخبار