2
ديسمبر
2020
في بلادي كانت الحكاية ***** الأديبة د ، فهيمة الحسن
نشر منذ Dec 02 20 pm31 08:57 PM - عدد المشاهدات : 666

في بلادي كانت الحكاية 
*****
على رصيف بيتي 
كانت الحكاية 
صوت المطر 
رائحة التراب 
وخيوط الشمس الخجولة 
.....

ذلك العصفور الأصفر 
مازال صوته عالقاً في ذاكرتي 
تلك النسمات الباردة 
مازالت تهمس  داخلي 
تعيدني إلى حلمي  العتيق 
......

كنت أنتظر حافلة الحظ
كي تحمل أحلامي  إلى غدٍ آمن 
خاليا من الألم .. 
كنت أحلم بثوب مطرز 
وجدائل مكسية بزهر الياسمين 
أحلم بعشقٍ يسرقني 
 يرحل بي إلى شواطىء الخيال 
عصفت الرياح الأمنيات 
تساقطت أحلامي 
ذهبت مع الأيام 
......

ليتك تعود بي أيها الزمان 
 حتى أخبر ذلك الرصيف 
عن نزيف طاف الشوارع 
عن دموع تنهمر كسيل المطر 
عن رائحة البارود وبقايا الرماد 
عن قوافل الأموات 
وصدى الآهات 
نام السلام في بطون اللحود 
لم تعد شمسه مشرقة 
شبح الموت يطوف ويسعى ينشر غمام 
السواد في كل فسحة 
.....

عد بي لأخبر  العصفور  أني 
لم أعد أسمع صوت البلابل 
لم أعد أسمع غير المدافع 
لم أعد أسمع أجراس الكنائس 
صوت الموت يحلق فوق المآذن 
لم تعد النسمات الناعمة ترسل ألحانًا 
من أغاني الحب الجميلة .
بل باتت عواصف تقتلع الأثر 
وتطحن الحجر 
عد بي لأخبر  الياسمين 
عن بياض ضفائري الناصع 
ولون ثوبي القاتم 
عن خبر صنع من دموعي قطرات سخية 
......

على رصيف بيتي 
كانت الحكاية 
كُتبت على حجارته
 غصة الأيام المريرة 
دجى الليل في كل مكان 
تحته يرقد ضريح حلمي المتعثر 
لم يعد يتركني الأسى 
أمسى موج حزني هائجا
كؤوس الأرق تسقي وجداني 
حرقة نار
ترحا
ألما 
.......

كئيب هذا العالم مازال يأتيني بالغم 
كلما جمعت الأماني يبددها
 يزرع الجراح بلمح البصر
 طعنةً تترك ندباً أراها في ملامح القدر 
مسجونة روحي 
منفية خارج دنياي 
مسكونة بالجزع 
مكسورة من خيبات الأمل 
لم تعد تملك غير سرد الذكريات 
وحديث الأمس الماضي .



الأديبة  د. فهيمه الحسن 

 بريشة  الفنان المبدع فهد ناصر الربيق

صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
اعلانات تجارية
اعلانات تجارية
استطلاع رأى

هل انت مع الجيش العراقي ؟

0 %

0 %

0 %

عدد الأصوات : 0

أخبار